الجمعة، 15 أغسطس 2014

أهل البيت ع ونظرية فيثاغورس ج1

لاريب أن علامات التعجب ستبدو على مُحيا من يُطالع هذا العنوان ولاريب في أنّه من الغرابة بمكان مايعطيه جنبةً من التكلف والتمحل وهو أبعد مايكون عن ذلك فإذا عرف السبب بطل العجب .

وللولوج في هذا البحث ينبغي لنا أولاً أن نعرف توقيفية أسماء الرسول(ص) وأهل بيته من عدمها كي يؤتي البحث أُكله ويينع ثمره:

1.لاريب في أنّ إسم الرسول الأكرم (ص) معروف ومبشرٌ به قبل ولادته وفي كل الشرائع، يقول الله تعالى في محكم كتابه العزيز على لسان عيسى بن مريم(ع): (وَإِذۡ قال عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُم مُّصَدِّقا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوۡرَاةِ وَمُبَشِّرَۢا بِرَسُول يَأۡتِي مِنۢ بَعۡدِي ٱسۡمُهُۥٓ أَحۡمَدُۖ فَلَمَّا جَآءَهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ قَالُواْ هَٰذَا سِحۡرمُّبِين)[1].
 والآية واضحة في توقيفية اسم الرسول الأكرم(ص) وهو مؤلف من أربعة حروف.





2. مجموعة الروايات التي تشير الى أنّ أصحاب الكساء(ع) كانوا أنواراً يسبِّحون بحمد الله[2] ومعروفون بأسمائهم، ومجموعة الروايات التي تبيِّن أنّ أسماءهم الشريفة مكتوبة على العرش[3] أو على ساق العرش[4] أو على باب الجنة[5]، وكذلك مجموعة روايات توسل الأنبياء(ع) بالرسول[6](ص) وأهل بيته[7](ع).





3.
رواية ولادة الإمام علي(ع) في داخل الكعبة وأنّ فاطمة بنت أسد أُلهمت تسميته بهذا الإسم المشتق من إسم العلي الأعلى سبحانه وتعالى[8].




4.
الروايات التي تُشيرالى أنّ الله سبحانه وتعالى قد سمّى فاطمة[9](ع) وأنّ الرسول(ص) قد سمّى الحسن والحسين(ع) وهو (مَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ ٣ إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡي يُوحَىٰ ٤)[10]، فقد جاء في رواية أسد الغابة: (رُوي عن ابن الأعرابيّ عن المفُضَّل قال: إنّ الله حَجَب اسمَ الحسن والحسين(ع) حتّى سمّى بهما النبيُّ(ص) ابنَيهِ: الحسنَ والحسين(ع))[11]، وعن ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة قال: ( لمّا ولدتْ فاطمة حسناً أتتْ النبي (ص) فسمّاه حسناً فلمّا ولدتْ الآخر سمّاه حسيناً)[12].




5.
روايات اللوح[13] التي تُبيِّن أسماء الأئمة الإثني عشر(ع) وتُثبت أنّها من عند الله تعالى.
وغير خافٍ عن القاريء اللبيب أنّ إيرادنا للروايات أعلاه هو من باب التأكيد والتأييد لا أكثر إذْ إنّ المعصوم هو من يُسمِّي متعلقيه فتكون الأسماء بذلك مقصودة لم تأتِ جزافاً أو إعتباطاً فلا غرابة بعد هذا أنْ تكون محكومة بمنظومة حسابية ، تزيد في تأكيد هذا الأمر وتبيّن أنّ هذا الأمر هو في عين الله سبحانه وتعالى وأنّ مسارهم قد كان واضحاً عند الرسول (ص) وكما بيّن ذلك في أكثر من مناسبة .





والآن لنعرف من هو فيثاغورس وماهي نظريته الشهيرة ؟
فيثاغورث أو فيثاغورس أوفيتاغورسالساموسي هو فيلسوف ورياضي إغريقي يوناني عاش في القرن السادس قبل الميلاد، إذ كان مسقط رأسه على جزيرة سامـوسعلى الساحل اليوناني حوالي سنـة 89ق.م و توفي في مدينة ميتابونتام بإيطاليا حوالي سنة 490 ق.م.وتنسب إليهنظرية فيثاغورس.






ونظريته تتعلق بالمثلث القائم الزاوية حيث برهن على أنّ مجموع مربعي الضلعين القائمين يساوي مربع الوتر الرابط بينهما ، وذُكرت لها براهين كثيرة نحن في غنى عن ذكرها[14].


فإذا أخذنا المثلث (أ ب جـ) القائم الزاوية في (أ) فإن :

(أب)2 + (أج)2 = (ب ج)2

والآن نبيِّن ماتوصلنا إليه بفضل الله سبحانه وتعالى ونشرح العلاقة بين أسماء أهل البيت(ع) وبين المثلث القائم الزاوية:

إنّ مظهراً من مظاهر العلاقة والآصرة بين الخمسة أصحاب الكساء (ع) يمكن أنْ يُمثل في المثلث القائم الزاوية، والأسماء الشريفة هي :
محمد(ص) =4/ علي(ع) = 3/ فاطمة (ع) = 5/ حسن (ع) = 3 / حسين (ع)= 4/
حيث ينطبق المثلث القائم على أسمائهم بأبسط حالاته بدون كسور أعني (3،4،5) فيمكن تمثيل الأسماء الشريفة في المثلث القائم الزاوية وكما يلي:
(4)2 + (3)2 = (5)2
16 + 9 = 25





وبعد التأمّل والتركيز في هذه العلاقة الرياضيّة المميّزة يحق لنا أن نستحضر الكثير من المعاني والدلالات القرآنية والحديثية منها:

1.
حديث المؤاخاة: إنّ الرسول الأكرم محمد (ص) والإمام علي (ع) أخوان حسب حديث المؤاخاة فهما كالضلعين القائمين في المثلث القائم فبالنبوة والإمامة قوام الدين، والآصرة بينهما هي بضعة الرسول (ص) وزوج الإمام (ع) فاطمة البتول (ع).



2.
القائمون بأمر الله : ورد في كثير من الأحاديث الشريفة عن أهل البيت (ع) أنّهم القائمون[15] بأمر الله تعالى ويتأكد هذا الأمر بعد وفاة رسول الله (ص) ، حيث تكون الإمامة هي قطب الرحى وصمام الأمان للأمة الإسلامية، ويتضح هذا جلياً في الرسم المُبين حيث يمثل الحسن والحسين (ع) الضلعين القائمين لهذا المثلث ، ومثل هذا الأمر ينسحب على جميع الأسماء المباركة من ذرية الحسين(ع). والحقيقة فإن أسماء الأئمة الإثني عشر(ع) مكونة من (6) أسماء لكل منها أربعة أحرف و (6) أسماء مكونة من ثلاثة أحرف، بضمنها :

(3) أسماء ( محمد) أي: 3×4 = 12 حرفاً.

(4) أسماء ( علي ) أي: 4×3 = 12 حرفاً.

واللطيف أنّ مجموع أضلاع هذا المثلث = 12 وهذه إشارة الى الأئمة الإثني عشر الذين يمثلون الثقل الأصغر الذي أوصى الرسول الأكرم (ص) بالتمسك 
به مع الثقل الأكبر، كتاب الله.

3.
السر المستودّع : الوتر في هذا المثلث تمثل بسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (ع) إذ أنّها الرابط بين النبوة والامامة ، وهذا الوتر الحساس أصبح بمشيئة الله إختباراً للناس فأيّما دفع أو قطع أو إيذاء يقع على هذا الوتر سيؤثر سلباً على هذه المنظومة الإلهية ومن هنا جاء قول رسول الله (ص): (فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله)، ولكون الإمامة تمثل الضلع القائم الآخر وكون الإمام علي (ع) هو نفس رسول الله (ص) وأخيه فستشمله الأذية الواقعة على هذا الوتر الحساس. ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم. كما إنّ    هذا الأمر قد يكون من معاني السر المستودع فيها فهي سلام الله عليها تحمل أسرار النبوة والإمامة.  


4.
منظومة الإنذار والهداية: تم رسم المثلث بهذا الشكل حتى تكون قاعدة الإستناد هي الأكبر لزيادة الثبات ومقاومة محاولات قلب هذا المثلث ، فكانتْ النبوة التي تمثلتْ بالرسول الأعظم (ص) هي الأساس المتين لهذا الدين، فمن هذه القاعدة صدر الإنذار الى البشرية جمعاء وعن طريق هذا الضلع القائم كانت الهداية، فكان هذا المثلث مصداقاً للآية الكريمة (إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِر وَلِكُلِّ قَوۡمٍ هَادٍ ٧)[16] حيث فسرها الرسول(ص) بقوله : (أنا المنذر وعلي الهادي من بعدي...)[17]، والعجيب أنّ هذه الآية مؤلفة من إثنا عشر حرفاً غير مكررة، كما ويحضرنا هنا بعض الأحداث التاريخية التي لها علاقة بهذا المثلث الربَّاني والملاحظ في هذه الأحداث أنّ الرسول الأكرم (ص) يكرر الطلب ثلاث مرات بقدر حروف 
هذا الضلع القائم والركن الهادي والإمام علي (ع) يُلبِّي في كل مرة ، وقطعاً فإن قصد الرسول (ص) بذلك إتمام الحجة، وضمن هذه المنظومة الربانية، والله أعلم:

أ.
حديث الإنذار الذي كان مصداقاً لقوله تعالى : (وَأَنذِرۡ عَشِيرَتَكَ ٱلۡأَقۡرَبِينَ ٢١٤)[18] ، إذْ جَمَعَ رسولُ اللهِ (ص) بَني عَبْد المُطَّلِب وهم يومئذ أربعون رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصونه فَصَنَعَ لهم مُدَّاً من طَعام فَأَكَلُوا حتى شَبعُوا، وَبَقِيَ الطعامُ كما هُوَ كأَنَّه لم يُمَسَّ ولم يَشْرَبْ، فقال : يا بَني عَبْد المُطَّلِب إنّي بُعِثْتُ اِلَيْكم خاصَّةً وإلى الناسِعَامّةً، فأيكم يؤازرني على أمري على أنْ يكون أخي ووصيي و وارثي وخليفتي فيكم ؟ فَلمْ يقُم إليه أَحَدٌ سوى علي (ع) وكان أَصْغَر القَوم سِنّاً ، فقال له : اجْلِسْ. حتى قالها ثلاثاً ، كُلُّ ذلك وعلي يقوم إليه، فيقولُ له: اجْلِسْ، حَتّى كانَت الثالِثةُ، ضَرَبَ يَدَهُ بيد علي وأخذ رقبته و قال: هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا. فتفرق القوم يتضاحكون ويقولون لأبي طالب: قد أُمرتَ أن تسمع لإبنك وتُطيع[19]


.
ب. حادثة قتل الإمام علي (ع)لعمرو بن ود العامري في واقعة الأحزاب[20] ، فكان يطلب الإذن من رسول الله(ص) في كل مرة يُنادي فيها عمرو للمبارزة و المسلمون كأن على رؤوسهم الطير، فلما كانت الثالثة أذن له الرسول(ص)، فبرز وقتل عمرو بن ود العامري حتى قال الرسول (ص)، برز الإيمان كله للشرك كله[21] ، وإنّ ضربة علي يوم الخندق خير من عبادة الثقلين[22].


ج.
قتله مرحب اليهودي في معركة خيبر[23] ، فكان أنْ فشل أبو بكر أولاً وفشل عمر ثانياً ورجع يجبن أصحابه ويجبنونه ، فلما حصل ماحصل قال الرسول(ص) لأعطيّن الراية غداً لرجل كرّار غير فرّار يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فاستشرف لها من استشرف وكان الجميع يتطلع منْ سيكون هذا، فلما كان الغد بعث الى علي(ع) وكان أرمد العين فنفث في عينيه ثم هزّ الراية ثلاثاً فأعطاها إياه وأرسله لفتح خيبر فقتل مرحباً اليهودي وفتح حصن خيبر بعد أنْ رفع بابه، حتى جاء نصر الله على يده، فكان الإمام علي(ع) الثالث في مهاجمة الحصن. والأمر هنا يشابه مبدأ طلب المبارزة في الخندق سوى أنّ الأمر هنا انعكس فكان المسلمون هم المهاجمون للحصن وأنّ الرسول(ص) قد أرسل الأول والثاني لئلا يقول أحد فيما لو أرسل الإمام أولاً أنّه كان بإمكانه فعل مافعل الإمام علي(ع) ، وأما في واقعة الأحزاب (معركة الخندق) فقد كان طلب المبارزة قائماً فلم يحرك الأول والثاني ساكناً وكان لها علي (ع) في المرة الثالثة[24].




د.
تنصيبَ الرسول(ص) له وليّاً من بعده في حادثة الغدير[25] . حيث قام رسول الله(ص) فأبلغ ثم قال : أيها الناس ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟،ثلاث مرات،قالوا بلى، فقال إدن يا علي فدنا علي(ع) فرفع يده ورفع النبي(ص) يده حتى نظرتُ بياض إبطيهما فقال رسول الله(ص): منْ كنتُ مولاه فعلي مولاه ثلاث مرات[26].




هـ.
ورد في حديث الكساء المشهورعندما سأل جبرئيل (ع) الله تعالى :يا رَبِّ وَمَنْ تَحتَ الكِساءِ؟ فقال سبحانه: (هُم فاطِمَةُ وَأَبُوها، وَبَعلُها وَبَنوها ... )[27] ، حيث يُلاحظ أنّ الترتيب جاء تنازلياً وضمن هذه المنظومة الربّانّية العجيبة حيث أنّ عدد حروف فاطمة (ع) = 5 ، و محمد (ص) = 4 ، و علي (ع) = 3 .
وكرّر الرسول (ص) دعائه لأهل البيت (ع)حين نزول آية التطهير ثلاث مرات قائلاً (اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهبْ عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا)[28].

وهناك الكثير من الاحداث التي برز فيها دور الإمام علي(ع) وضمن هذه المنظومة الربانِّية ، أعرضنا عنها مخافة الإطالة.

5.
مركز الأرض: هذا المثلث يمكن تدويره بالإتجاهات الأربعة ليشمل الجهات الأربعة وبدورة كاملة أي 360 درجة ، ليشمل الإنذار والهداية أرجاء المعمورة كلها وإنطلاقاً من الكعبة المشرفة، يقول الله تعالى في محكم كتابه العزيز: (وَكَذَٰلِكَ أوحَيۡنَآ إِلَيۡكَ قُرۡءَانًا عَرَبِيّا لِّتُنذِرَ أُمَّ ٱلۡقُرَىٰ وَمَنۡ حَوۡلَهَا وَتُنذِرَ يَوۡمَ ٱلۡجَمۡعِ لَا رَيۡبَ فِيهِۚ فَرِيق فِي ٱلۡجَنَّةِ وَفَرِيق فِي ٱلسَّعِيرِ ٧)[29]، ويقول تعالى: (وَهَٰذَا كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ مُبَارَك مُّصَدِّقُ ٱلَّذِي بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ ٱلۡقُرَىٰ وَمَنۡ حَوۡلَهَاۚ وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ يُؤۡمِنُونَ بِهِ وَهُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ يُحَافِظُونَ ٩٢)[30]إذ من المعلوم أن البقعة المباركة التي بُني عليها البيت العتيق هي مركز اليابسة[31] ، ومنها دُحيت.



6.
تحطيم الأصنام وتطهير البيت الحرام : الأمر العجيب أنّ الرسول (ص) والإمام علي قد بدءا بتطهير الكعبة من الأوثان و الإصنام كلها فكان ماحول الكعبة من الأصنام 360 صنماً[32] في إشارة واضحة الى الدورة الكاملة والحولية في الإنذار والهداية (وَلِتُنذِرَ أُمَّ ٱلۡقُرَىٰ وَمَنۡ حَوۡلَهَاۚ) فكانتْ نقطة البدء من مركز الكعبة وبهذا المثلث المبارك وفي جميع الإتجاهات.
وهناك أمر آخر يؤكد ماذهبنا إليه في أنّ قاعدة الإستناد تمثلتْ بالنبوة فعند محاولة الإمام علي (ع) رفع الرسول الأكرم (ص) لتحطيم الأصنام لم يتمكن من ذلك حتى رفعه الرسول(ص) فاستطاع تحطيم الصنم الأكبر هبل ، حتى قال في ذلك الإمام علي (ع) : ( لو شئتُ نلت أفق السماء...)[33] ، فلله درها من قاعدة إستناد وإنذار هذه التي ترفع لواء الهداية عالياً حتى كأنه ينال أفق السماء.





ويذكرنا هذا بعمل إبراهيم (ع) أبو الأنبياء وابنه إسماعيل (ع) ذبيح الله الأول، إذ قام إبراهيم بتحطيم الأصنام فجعلها جذاذا كلها إلا كبيرهم كما ورد في القصة المعروفة ثم قاما بتطهيره بعد العهد الإلهي لهما : (وَعَهِدۡنَآ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِ‍ۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيۡتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلۡعَٰكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ ١٢٥) وسيُتم الأمر ويكمله من ذريتهما محمد (ص) والأئمة من عترته المطهرة حيث سيطهر نهائياً على يد خاتم هذه العترة المطهرة والذي سيبدأ مشروعه منطلقاً من الكعبة أيضاً حيث سيملأ الله الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن تكون قد إمتلأت ظلماً وجوراً.


7.
حامل اللواء : والأمر الآخر الذي يؤكد أن الضلع القائم ، ضلع الهداية ، تمثّل بالإمامة، هو أنّ الإمام علي (ع) هو حامل لواء الرسول (ص) في الدنيا وحامل لواء الحمد في الآخرة، ومعلوم أنّ حمل اللواء يكون من قيام حيث يكون دليللاً وهادياً للجيش أو القافلة ففي حديث طويل عن أبي عبد الله (ع) يقول في آخره : (إنّ رسول الله (ص) قال لأم سلمة (رض) : يا أم سلمة اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب حامل لوائي في الدنيا و حامل لواء الحمد غداً في الآخرة[34]. وعن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله(ص) لعلي (ع): أُعطيتُ فيك يا علي تسع خصال: ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة واثنتان لك وواحدة أخافها عليك ، فأما الثلاثة التي في الدنيا فإنك وصيِّي وخليفتي في أهلي وقاضي ديني ، وأما الثلاث التي في الآخرة فاني أُعطى لواء الحمد فأجعله في يدك وآدم وذريته تحت لوائي ... )[35] .



وهناك أمر آخر يرتبط بالحمد وبالتالي بحامل لواء الحمد فالإمام علي (ع) ذروة الحامدين وسنامهم بعد الرسول محمد (ص) حيث ورد عن أبي عبد الله(ع):(كان رسول الله (ص) يحمد الله في كل يوم ثلاثمائة وستين مرة، عدد عروق الجسد،يقول:الحمد لله رب العالمين كثيراً على كل حال)[36]. وتعود بنا الإشارة هنا الى الضلع القائم وتدوير المثلث في الإتجاهات الأربعة في دورة إنذار وهداية كاملة والتي قيمتها الرياضيّة 360 درجة.

8.
ولادة الإمام علي (ع) في الكعبة المشرفة: من الفضائل التي حاولتْ أيدي التزييف وطمس الحقائق أن تمحوَ ذكرها هي ولادة الأمام علي (ع) في جوف الكعبة، حيث شاءتْ إرادة الله تعالى أنْ يعلوَ ذكره برغم محاولات إطفاء النور الإلهي وتحطيم مصابيح الهداية مخافة ظهور النور وانتشاره، ويكفي في بيانفضائله ما قاله الشافعي عندما سئل: ما تقول في علي؟ فقال:وماذا أقول في رجلٍ أخفى أولياؤه فضائله خوفًا، وأخفىأعداؤه فضائله حسدًا، وشاع له بين ذين وذين ما ملأ الخافقين[37]، و هذا الحاكم يقول في مستدركه على الصحيحين[38]: ( فقد تواترتْ الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولدتْ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) في جوف الكعبة ) . وقال شهاب الدين السيد محمود الآلوسي صاحب التفسير الكبير في كتابه: (سرح الخريدة الغيبية في شرح القصيدة العينية ، لعبد الباقي العمري)، عند قول الناظم :

أنت العلي الذي فوق العلي رفعا ... ببطن مكة عند البيت إذ وضعا

قال : (وكون الأمير كرم الله وجهه وُلد في البيت أمر مشهور في الدنيا وذكر في كتب الفريقين السنة والشيعة . . . إلى أنْ قال: وما أحرى بإمام الأئمة أنْ يكون وضعه فيما هو قبلة للمؤمنين، وسبحان منْ يضع الأشياء في مواضعها ، وهو أحكم الحاكمين)[39] . والكلام في تشرّف الكعبة بولادته فيها ، لا في تشرّفه بولادته في الكعبة ، فأهل البيت(ع) هم الكعبة الحقيقية للمؤمنين.
وقد ذُكرتْ هذه الحادثة بما ملخصه: بعد ثلاثين سنة من عام الفيل، وقبل عشر سنوات من بعثة الرسول الأعظم(ص)،وبالتحديد في يوم الجمعة، الثالث عشر من شهر رجب الأصب ، التجأتْ فاطمة بنت أسد (رض)، بعد أن أتمّتْ شهرها التاسع وأحسّتْ بألم المخاض، فتعلقتْ بأستار الكعبة ، وألصقتْ نفسها بجدارها من الجانب الغربي عند الركن اليماني من جهة المستجار، ودعتْ ربها: يا ربي إني مؤمنةٌ بك ، وبما جاء من عندك من رسلٍ وكتب، وإني مصدّقة بكلام جدّي إبراهيم الخليل (ع) الذي بنى بيتك العتيق، فبحقّ الذي بنى هذا البيت، وبحقّ المولود الذي في بطني، إلا ما يسّرت عليَّ ولادتي. وما إن انتهتْ من كلامها حتى انشق لها جدار الكعبة، ونوديتْ نداءً خفيًا أنْ يا فاطمة ادخلي بيت ربك، فدخلت ثم ارتأب الصدع، والناس يُعاينون ما يحدث بذهول واستغراب، وكان من بين الحاضرين العباس بن عبد المطلب ويزيد بن قعنب وفريق من بني هاشم وجماعة من بني عبد العزى. قالوا فحاولنا أن نفتح باب الكعبة ليدخل بعض النساء لمساعدتها في أمر الولادة فلم ينفتح الباب، فعلمنا أن ذلك من أمر الله تعالى.
وفي اليوم
الثالث[40] خرجتْ فاطمة بنت أسد (رض) من نفس الجهة التي دخلتْ منها، وهي تحمل ولي الله علي بن أبي طالب(ع)[41].
وقد حدّثتْ فاطمة بنت أسد (رض) عما جرى معها، قالتْ: (إني دخلتُ بيت الله الحرام فأكلتُ من ثمار الجنة وأرزاقها، فلما أردتُ أنْ أخرج هتف بي هاتف: يا فاطمة، سمّيه عليًا، فهو علي، والله العلي الأعلى يقول: إني شققتُ اسمه من اسمي وأدّبته بأدبي، وأوقفته على غامض علمي، وهو الذي يكسر الأصنام في بيتي، وهو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي ويقدّسني ويمجدني، فطوبى لمن أحبّه وأطاعه، وويل لمن أبغضه وعصاه)[42] .




ولك أنْ تتأمل في مسألة تحطيم الأصنام الثلاثمائة والستين في إشارة الى الدورة الكاملة في جميع الإتجاهات، وكذا أسمه الشريف (علي) المشتق من إسم العلي الأعلى حيث مثّل الضلع القائم ضلع الهداية أجلى تمثيل، ولاحظ التعبير (وهو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي) حيث يصدح ضلع الهداية بالأذان من فوق الكعبة فينطلق بلاغ الهداية من مركز الأرض مغطياً جميع الإتجاهات ، فسبحان الله ربي العظيم.




[1]. سورة الصف ، الآية 6.

[2]. تفسير القمي ج2 ص228 ، غاية المرام ص12.
[3]. بحار الانوار ج61 ص131. عللل الشرائع للصدوق ج1 ص134.
[4] . بحار الأنوار ج36 ص336. معاني الأخبار للصدوق ص124. منتخب كنز العمال المطبوع بهامش المسند ج5 ص25.
[5]. حلية الأولياء ، أبو نعيم الأصفهاني ج7 ص256 ، توضيح الدلائل ، شهاب الدين الشافعي ص127.
[6]. دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 384 ـ م 458 هـ) طبع دار الكتب العلمية ـ بيروت، ج 5، ص 489.
[7]. روضة الواعظين للفتال النيسابوري ص82. مستدرك الوسائل للميرزا النوري ج5 ص228.
[8]. معاني الأخبار للشيخ الصدوق، مؤسسة النشرالإسلامي، قم، ص77.
[9]. أمالي الصدوق ص474 ح18، علل الشرائع ج1 ص178 ، الخصال ص414 ح3.
[10] . سورة النجم ، الآيتين 3 و 4 .
[11]. شرح إحقاق الحق - السيد المرعشي - ج 26 - الصفحة 8.
[12]. سير أعلام النبلاء، للذهبي في ترجمة الحسن بن علي(ع).
[13] . الكافي ج1 باب الحجة الحديث رقم 3.
[14]. إنظر موسوعة ويكيبيديا على الشبكة الدولية للمعلومات.
[15]. الكافي ، 1 / 536 ، كتاب الحجة ، باب إن الأئمة ع كلهم قائمون بأمر الله عن أبي عبد الله (ع) في أنه سئل عن القائم ؟ فقال : كلنا قائم بأمر الله واحد بعد واحد ، حتى يجئ صاحب السيف فإذا جاء صاحب السيف ، جاء بأمر غير الذي كان. وعن عبد الله بن سنان ، قال : قلت لأبي عبد الله (ع): (يوم ندعوا كل أناس بإمامهم ) ؟ قال: إمامهم الذي بين أظهرهم وهو قائم على أهل زمانه.
[16]. الآية 7، سورة الرعد.
[17]. رواه أحمد في مسنده ج 1 ، ص 126 ، والحاكم النيسابوري في المستدرك ج 3 ، ص 129 - 130 . ورواه العلامة البحراني في البرهان ج 2 ، ص 280 - 281 . ورواه ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان ج 2، ص 199 و رواه العلامة الشبلنجي في نور الابصار ص 87 ط مصر .
[18]. الآية 214 ، سورة الشعراء.
[19]. تاريخ الطبري ج 2 ص 319 - 321 ط دار المعارف بمصر ، الكامل في التاريخ لابن الأثير الشافعي ج 2 ص 62 و 63 ط دار صادر في بيروت ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 13 ص 210 و 244 وصححه ط مصر بتحقيق أبو الفضل ، السيرة الحلبية للحلبي الشافعي ج 1 ص 311 ط البهية بمصر ، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج 5 ص 41 و 42 ط الميمنية بمصر ، شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج 1 ص 371 ح 514 و 580 ط 1 بيروت ، كنز العمال ج 6 ص 392 ط 1 و ج 15 ص 115 ح 334 ط 2 ، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج 1 ص 85 ح 139 و 140 و 141 ط 1 بيروت .وبلفظ ثاني في شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج 1 ص 372 ح 514 و ج 2 ص 420 ح 580 ط 1 بيروت ، مسند أحمد ج 1 ص 111 ط الميمنية بمصر ، تفسير ابن كثير ج 3 ص 351 ط مصر . وبلفظ ثالث يوجد في : خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص 86 ط الحيدرية وص 30 ط بيروت.
[20]. إنظر المغازي للواقدي ج1 ص470.
[21]. راجع: كشف الغمة ج1 ص205 وينابيع المودة ص94 و 95 وإعلام الورى ص194 ومناقب آل أبي طالب ج3 ص136 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج13 ص261 و 285 وج 19 ص61 والطرائف ص60 وكنز الفوائد للكراجكي ص137 ومجمع البيان ج8 ص343 والبحار ج20 ص205 و 273.
[22]. راجع النصوص التي تشير إلى ذلك في: كنز العمال ج12 ص219 وتاريخ بغداد ج13 ص19 ومقتل الحسين للخوارزمي ص45 ومستدرك الحاكم ج3 ص32 وتلخيصه للذهبي بهامشه، والمناقب للخوارزمي ص58 ومناقب آل أبي طالب ج3 ص138 وشرح المواقف ج8 ص371 وفرائد السمطين ج1 ص256 وشواهد التنزيل (ط سنة 1411هـ) ج2 ص14 والتفسير الكبير للرازي ج32 ص31 = وفضائل الخمسة من الصحاح الستة ج2 ص323 وينابيع المودة ص94 و 95 و 96 والبحـار ج41 ص91 و 96 وج 20 ص205 .
[23]. إنظر مجمع الزوائد جزء 9- صفحة 157 - 14696.
[24]. صحيح البخاري 6 / 171 . ( 3 ) صحيح البخاري 6 / 171، صحيح مسلم 15 / 177 - 178 ..
[25]. صحيح مسلم : ج 7 - ص 122 - 123 مسند أحمد، رقم الحديث 915.مسند الترمذي ، كتاب المناقب ـ رقم الحديث 3646. سنن بن ماجة، رقم الحديث 118. النسائي: الخصائص - ص 39 - 40 - 41. المتقي الهندي: كنز العمال - ج 1 - ص 166 - 167 - 168.الحاكم: المستدرك على الصحيحين - ج 3 - ص109 وأيضا الحافظ الذهبي في تلخيصه . وغيرها الكثير من المصادر.
[26]. أمالي الشخ الطوسي ص247 . الأصول من الكافي1 : 295. ابن المغازلي: المناقب - ص 29 - إلى ص 36. الشهرستاني: الملل والنحل، ج 1، ص 163. سبط ابن الجوزي: تذكرة الخواص - ص 30 – 31. تاريخ دمشق لإبن عساكر ج42 ص228 .
[27]. منتخب الطريحي: 259.
[28]. فتح القدير 4/ 396.
[29]. سورة الشورى ، الآية 7 .
[30]. سورة الأنعام ، الآية 92.
[31]. انظر بحث مكة المكرمة مركز العالم ، د. حسين كمال الدين، مجلة العلم و الإيمان، العدد 20 عام 1977.
[32]. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد13:30، و أحمد في مسنده 1 : 84 ، و النسائي في الخصائص:113 و الخوارزمي في مناقبه: 71 ، و ابن أخي تبوك في مسنده ( منتخبه ) : 429 ح 5 ، و الجويني في فرائط السمطين 1 : 249 ح 193 ، عن أبي مريم، و في الباب عن أبي هريرة و جابر بن عبد اللّه، و جمع بعض طرقه الأخرى الهيثمي في مجمع الزوائد 6 :23 ، و ابن شهر آشوب في مناقبه 2: 135.
[33]. السيرة الحلبية ج3 ص86 و (ط دار المعرفة) ج3 ص29 و المناقب لابن المغازلي ص202 والمناقب المرتضوية ص188 وبحار الأنوار ج38 ص86 وكشف اليقين ص447 والطرائف ص80 .
[34]. معاني الأخبار - الشيخ الصدوق - ص 204
[35]. الخصال - الشيخ الصدوق - ص 415.
[36]. الكافي الشريف، الجزء2، كتاب الدعاء، باب التحميد والتمجيد.
[37] . مشارق أنوار اليقين، الحافظ رجب البرسي، مؤسسةالأعلمي، ط 1419، تحقيق السيد علي عاشور، ص171.
[38]. المستدرك للحاكم النيسابوري 3 / 483.
[39]. ص40 من الكتاب المذكور.
[40]. وفي رواية يزيد ابن قعنب: "خرجت في اليومالرابع"، روضة الواعظين للنيسابوري، منشوراتالرضي، قم، ص76.
[41]. الأمالي للشيخ الطوسي، دار الثقافة، قم، ص707.
[42]. معاني الأخبار للشيخ الصدوق، مؤسسة النشرالإسلامي، قم، ص77.

الخميس، 14 أغسطس 2014

أهل البيت(ع) ونظرية فيثاغورس - القسم الثاني

 أهل البيت(ع) ونظرية فيثاغورس - القسم الثاني - المهندس هادي جساس الذهبي

9. أثر الشِّق على جدار الكعبة:

لاشك في وجود بابٍ للكعبة يمكن الدخول منه، ولكن ماحصل في تلك الحادثة من إنشقاق الجدار ودخول فاطمة بنت أسد (رض)، أمرٌ يثير العجب ويُعطي أوضح الدلالة على أنّ هذه الولادة الميمونة جاءت بقصدٍ إلهي لاحظَ للصدفة فيها، ليعرف الناس كرامة هذا الوليد وأنّه محل العناية الإلهية. ومايزيد الأمر عجباً هو بقاء أثر ذلك الشق على الجدار ليومنا هذا بالرغم من إعادة البناء والترميم ، يأبى أن يندرس أو يتوارى، وموقعه من الجهة المقابلة للحجر من الجانب الغربي عند المستجار جنب الركن اليماني.

وعند إعادة بناء الكعبة من قبل قريش والرسول (ص) معهم حيث وضع الحجرالأسود مكانه بعد أنْ كادتْ قبائل قريش أنْ تقتتل[1]، تم بناء هذا الجانب من الكعبة وهو الجانب الغربي الواقع بين الركن اليماني والركن الشامي أو المغربي بأبعاد متطابقة تقريباً مع هذه المنظومة الإلهية أي بنفس نسب مثلث فيثاغورس[2] حيث إن قاعدته (12,04) م وإرتفاعه (8,64) م حيث يصبحان بعد التقريب (12) م و (9) م فيكون القطر حينئذ (15) م، أي ضربت الأرقام السابقة بـ (3) أي بعدد حروف إسم علي (ع). 

وقد هُدمت الكعبة وبُنيت مراراً ورغم ذلك فقد بقي هذا الأثر ظاهرا للعيان من المكان الذي دخلت منه فاطمة بنت أسد(رض)، ويُقال بأنّ القوم قدْ حاولوا إخفائه بشتّى الوسائل كما هو ديدنهم في كل الآثار الإسلامية ولكنهم فشلوا ولم يُفلحوا، وكيف يقدرون على إخفاء ما يريد الله إظهاره؟!

10
. أهل البيت (ع) باب حطة أمة الإسلام: ومن الدلالات الأخرى لشق الجدار عند المستجار من جانب الركن اليماني هو إستحباب التضرع والدعاء وطلب المغفرة في هذا المكان، فقد رُوي عن أبي عبد الله (ع) أنّه قال: ( إذا فرغتَ من طوافك وبلغتَ مؤخر الكعبة - وهو بحذاء المستجار دون الركن اليماني بقليل - فابسط يديك على البيت، وألصق بطنك وخدك بالبيت وقل: (اللهم البيت بيتك والعبد عبدك، وهذا مكان العائذ بك من النار) ثم أقرّ لربك بما عملت فإنّه ليس من عبد مؤمن يقرّ لربه بذنوبه في هذا المكان إلا غفر الله له إنْ شاء الله)[3].

وقال الإمام علي بن الحسين (ع) : ( لمّا هبط آدم (ع) إلى الأرض طاف بالبيت، فلما كان عند المستجار، دنا من البيت فرفع يديه إلى السماء، فقال : يا ربِّ اغفر لي، فنُودي : أنّي قد غفرتُ لك ، قال: يا ربِّ، ولولدي، فنودي: يا آدم، من جاءني من ولدك فباء بذنبه بهذا المكان غفرتُ له)[4] .

ويُذكرنا هذا المكان بباب حطة عند اليهود والذي أمرهم الله تعالى أن يمرّوا من خلاله لتُغفر ذنوبهم، ومن المعلوم أنّ باب حطة أمة الأسلام هم أهل البيت(ع) ، فقد ورد عن الرسول (ص) أنّه قال: ( إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له)[5] ، فكذا يكون الوقوف هنا وطلب المغفرة من الله تعالى مع الإيمان بولايتهم (ع) سبباً موجباً لدخولهم باب حطة أمة الإسلام وبالتالي غفران خطاياهم وزيادة المحسنين[6].

11
. الطواف حول الكعبة:


ومن الدلالات الأخرى والمهمة أيضاً لهذه الولادة الميمونة وأثر الشق الذي لايريد أنْ يندرس رغم محاولات الطمس المستمرة، هو استشعار وفهم جديد للآية المباركة: (فَٱجۡعَلۡ أَفۡ‍ِٔئدةمِّنَ ٱلنَّاسِ تَهۡوِيٓ إِلَيۡهِمۡ وَٱرۡزُقۡهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَشۡكُرُونَ ٣٧ ...)[7] ، حيث تُشير الآية الكريمة إلى كمال المحبة والإشتياق للأئمة (ع) إذ أنّ الضمير راجع الى الذريّة في بداية الآية على لسان إبراهيم(ع): (رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيۡرِ ذِي زَرۡعٍ عِندَ بَيۡتِكَ ٱلۡمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجۡعَلۡ أَفۡ‍ِٔئدَةمِّنَ ٱلنَّاسِ تَهۡوِيٓ إِلَيۡهِمۡ وَٱرۡزُقۡهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَشۡكُرُونَ ٧)، و(مِن) فيها للتبعيض و مراده (ع) ببعض ذرية ابنه إسماعيل ومن سيُولد له من الأولاد دون إسماعيل وحده بدليل قوله: (رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ)[8]، وبدليل روايات أهل البيت(ع) التي تشير إلى أنّهم المقصودون بهذه الآية الكريمة، فعن أبي جعفر(ع) في قوله تعالى: (رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي...) قال: (نحن هم ونحن بقية تلك الذريَّة)[9]. وعنه أيضاً(ع): (نحن بقية تلك العترة)[10]. وجدير بالذكر أنّ الله سبحانه وتعالى قد جعل لكل أمة قبلةً يُولون وجوههم إليها أيّنما كانوا، فجعل لبني إسرائيل قبلة هي بيت المقدس أو الكعبة المشرفة[11]ولكن على الرغم من هذا فقد أمرهم الله سبحانه وتعالى بجعل بيوت موسى وهارون (ع)في مصر قبلة ليقيموا الصلاة (وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوۡمِكُمَا بِمِصۡرَ بُيُوتا وَٱجۡعَلُواْ بُيُوتَكُمۡ قِبۡلَةوَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٨٧)[12]، ليلتف ويتمحور المؤمنون حولهم، وجعل للمسلمين الكعبة المشرفه قبلةً يولون وجوههم إليها وجعل مودة أهل البيت (ع) وموالاتهم قبلة الأفئدة والأرواح: (رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيۡرِ ذِي زَرۡعٍ عِندَ بَيۡتِكَ ٱلۡمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجۡعَلۡ أَفۡ‍ِٔئدَةمِّنَ ٱلنَّاسِ تَهۡوِيٓ إِلَيۡهِمۡ وَٱرۡزُقۡهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَشۡكُرُونَ ٧)[13]، فهم(ع) الكعبة الحقيقية، وهم قبلة المقبلين إلى الله، ويمكن القول أنهمالقبلة المعنوية للمسلمين إزاء البناء المادي المتمثل بالكعبة المشرفة،فعن أبي جعفر (ع) في تفسيره هذه الآية قال(ع): ( ما قال: إليه، يعني البيت ، ما قال إلاّ: إليهم ، أفترون أنّ الله فرض عليكم إتيان هذه الاحجار والتمسح بها ، ولم يفرض عليكم إتياننا وسؤالنا وحبنا أهل البيت؟ والله ما فُرض عليكم غيره)[14]. ويمكن أنْ يكون هذا من قبيل المشابهة بين موسى (ع) وهرون(ع) من جهة والرسول(ص) وعلى(ع) من جهة أخرى، والتي يمكن أنْ تندرج ضمن المنازل التي ورد ذكرها على لسان الرسول الأكرم(ص) في حديث المنزلة: (ألا ترضى أنْ تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه ليس بعدي نبي)[15]. وقد ورد في الروايات الشريفة مايُؤكد هذه المسألة حيث ورد عن الإمام الصادق(ع) أنّه قال: (نحن كعبة الله ونحن قبلة الله)[16]. و ورد عن الرسول الأكرم محمد(ص) أنّه قال: (مثلكم يا علي مثل بيت الله الحرام، منْ دخله كان آمنا، فمنْ أحبكم ووالاكم كان آمنا من عذاب النار، ومنْ أبغضكم أُلقي في النار. يا علي (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا)[17] ومنْ كان له عذر فله عذره، ومنْ كان فقيراً فله عذره، ومنْ كان مريضاً فله عذره، وإنّ الله لا يعذر غنياً ولا فقيراً، ولا مريضاً ولا صحيحاً، ولا أعمىً ولا بصيراً في تفريطه في موالاتكم ومحبتكم)[18]. ومن العجائب أنْ تكون قيمة كلمة (الكعبة) بالحساب التكراري = 42 وهذا العدد هو نفسه عدد حروف الأئمة الإثني عشر(ع).




وهناك إثارة جديدة أطرحها لمعرفة بعض الأسرار الجليلة في الآية الكريمة: (فَٱجۡعَلۡ أَفۡ‍ِٔئدَةمِّنَ ٱلنَّاسِ تَهۡوِيٓ إِلَيۡهِمۡ)[19] ، حيث يُستشف من كلمة تهوي معنى الطواف ، وقد قُرأتْ بكسر الواو وفتحها من هوى إذا سقط، وهوى إذا أحبَّ وقد بينّا حسب الفرض الثاني وجوب مودتهم وموالاتهم، وأما الفرض الأول من الهوى بمعنى السقوط فقد ذُكر فيه: (أي تحن وتميل إليهم بالمساكنة معهم أو بالحج الى البيت فيأنسوا بهم)[20]، ولكن لو تأمّلنا في الآية لأتضح لنا وجه آخر جدير بمتابعته والتوقف عنده ، وهو أنّ معنى الهاوية هو كل مهواة لايُدرك عقرها[21] ، وهنا نستحضر هذه المفردة من آية أخرى: (...فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَتَخۡطَفُهُ ٱلطَّيۡرُ أَوۡ تَهۡوِي بِهِ ٱلرِّيحُ فِي مَكَانٖسَحِيقٖ٣١)[22]، فمن المعروف أن الموائع وبضمنها الرياح حينما تهوي أو تسقط من فوق الى أسفل فإن حركتها تأخذ شكلاً دورانياً إلتفافياً وهذا الأمر ملاحظ بكثرة حينما ينزل الماء في فتحة صغيرة فيكون إتجاه هذا الدوران اللولبي بعكس عقارب الساعة وهو نفسه إتجاه الطواف حول الكعبة المشرفة بل هو نفسه إتجاه حركة الأجسام في هذا الكون الفسيح
 من أصغر جزئياته الى أكبرها، إلاّ بعض الشواذ ، فالإلكترون يدور حول نفسه ، ثم يدور حول نواة الذرة، و الذرات في داخل الأجسام المختلفة تتحرك أيضاً بنفس الحركة وحتى في داخل الخلية الحيّة تتحرك بنفس الأتجاه والسائل المعروف باسم السايتوبلازم يدور أيضاً حول النواة وبنفس الاتجاه، و كذلك البيضة عندما تخرج من المبيض إلى قناة الرحم، قناة (فالوب) في رحلتها للإنغراس في بطانة الرحم تدور بنفس الحركة وتدور حولها الحيامن المنوية محيطة بها، والأرض تدور حول نفسها وحول الشمس والقمر يدور حول نفسه وحول الأرض، بحيث أنّ قُوَى الجاذبيَّة تتوازن مع قوَى الطَّرْد فالدوران موزون، بحيث لو كان أسرع ممَّا هو عليه الآن، لَتَناثر كلُّ مَن على الأرض مِن بَشر ودواب وغير ذلك، ولو كان أقل مِمَّا هو عليه الآن، لَتعسرتْ الحركة على الأرض. كما إن الكواكب الأخرى تدور حول الشمس[23] و المجموعة الشمسية تدور حول مركز مجرة درب التبانة، والمجرة تدور حول مركز تجمع مجري، وهذا التجمع يدور حول مركز لا يعلمه إلا الله تعالى، ومايجمع بين كل هذه الحركات هو الدوران أو الطواف عكس أتجاه عقارب الساعة.


ويبدو أن الطواف بهذا الإتجاه سنّة كونية تتجلى في خلق الله تعالى، والله أعلم وربما يكون السر في هذا أنّ الله سبحانه تعالى يريد لنا التوافق والتناغم مع هذه الحركة التكوينية في التسبيح للخالق عز وجل، الذي يقول في كتابه العزيز: (تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ ٱلسَّبۡعُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهِنَّۚ وَإِن مِّن شَيۡءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ وَلَٰكِن
لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِيحَهُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ حَلِيمًا غَفُورا ٤٤)[24] . وكون الكعبة وصفت بأنها تقع في وادٍ فسيكون الهوي إليهم مصحوباً بهذه الحركة الدورانية اللولبية فهم مركز ومحور التشريع ، ولاحظ دقة التعبير القرآني (فَٱجۡعَلۡ أَفۡ‍ِٔئدَةمِّنَ ٱلنَّاسِ تَهۡوِيٓ إِلَيۡهِمۡ) حيث جعل الهوي للأفئدة، فهي محل الحب والكره وهي أقرب لجهة اليسار فهي أيضاً منجذبة نحو هذا القطب البهي. وبهذا يتبين أنّ هدف الحجالى الكعبة ليس هو فقط الطواف حول هذا الكيان المادي تقرباً لله ، بل و أيضاالتمحور حول أهل هذا البيت، الذينهم ورثة إبراهيم(ع)، وهم بقية ذريته، و هم أئمةالهدى (ع)، فما يقوم به الناس من شعيرة الطواف هو إعلان بيعة أو تجديد عهد لهذه الذرية المباركة، وهو سلوك يشير الى مظاهر الوحدة والتماثل بين الجانب التشريعي والجانب التكويني، أو قل إن صح التعبير، الكعبة مركز التكوين، والذرية الخاتمة مركز التشريع الذي يشعُّ منه شعاع التوحيد الذي يحمله المسلمون إلى أنحاء العالم كافة.

وهكذا فأنت ترى أنّ تطبيقات هذه المنظومة الربانية مطّردة ولايكاد يخلو منها حدث واحد، وللباحث المتتبع أنْ يكتب المزيد في هذا المجال. نسأل المولى عزّ وجل أنْ يجعل ذلك في ميزان أعمالنا إنّه نعم المولى ونعم النصير. والحمد لله رب العالمين.

نسألكم الدعاء وقراءة الفاتحة لأمواتنا وأمواتكم بعد الصلاة على محمد وآل محمد - اللهم صل على محمد وآل محمد

الهوامش:

[1]. الكامل في التاريخ لابن الأثير، دار صادر،بيروت:2/45.
[2]. انظر موقع الحج والعمرة - مركز أبحاث الحج في جامعة أم القرى بمكة المكرمة.
[3]. الكافي، للشيخ الكليني، دار الأضواء: ج 4،ص405، ح5.
[4]. عدة الداعي : 55 ، تفسير العياشي، المكتبة العلمية الإسلامية،طهران: 1/31.
[5]. بصائر الدرجات ، محمد بن الحسن الصفار، ص316. بحار الأنوار ، المجلسي، ج23 ، 119/39.
[6]. إشارةً الى الآية الكريمة 2، من سورة البقرة: (وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطيكم وسنزيد المحسنين).
[7]. سورة إبراهيم(ع) ، الآية 37.
[8]. أنظر تفسير الميزان للسيد الطباطبائي في تفسيرة للآية الكريمة.
[9]. بحار الأنوار ج23 ص224.
[10]. بحار الأنوار ج23 ص224.
[11]. البغوي في تفسيره للآية الكريمة : (واجعلوا بيوتكم قبلة) ، وقد قطع الزمخشري والبيضاوي بأن الكعبة كانت قبلة موسى(ع).
[12]. سورة يونس(ع) ، الآية 87.
[13]. سورة ابراهيم (ع) ، الآية 37.
[14]. (بحار الأنوار ج23 ص 224).
[15]. صحيح البخاري 6/3. صحيح مسلم 4/1871. وغيرهما الكثير من المصادر.
[16]. نهج الإيمان لابن جبر/569 ، والبحار: 24/303 عن تأويل الآيات، والصراط المستقيم2/75 عن المغازلي، ومستدرك سفينة البحار: 8/404.
[17]. سورة آل عمران، الآية 97.
[18] . خصائص الأئمة(F) ، ص77 عن عيسى بن المنصور عن الإمام العسكري عن آبائه(F).
[19]. سورة إبراهيم(ع) ، الآية 37.
[20]. أنظر تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي ، في تفسيره للآية الشريفة.
[21]. لسان العرب لإبن منظور ج15، ص373.
[22]. سورة الحج، الآية31.
[23]. فيما عدا أورانوس؛ حيث يدور في اتجاه عقارب الساعة( يدور كوكب أورانوس في عكس اتجاه عقارب الساعة أيضًا . فنظرًا لميل محوره بصورة كبيرة للغاية ، فيمكن القول إنه يدور في اتجاه عقارب الساعة أو عكسها، فمن الممكن أن نقول إنه يميل بزاوية 82 درجة من المدار الشمسي في اتجاه ما أو نقول إنه يميل بزاوية 98 درجة في الاتجاه المقابل) انظر:http://ar.wikipedia.org/wiki/%D
[24]. سورة الإسراء، الآية 44.

بطاقات لبعض المواضيع العددية المهمة ( الاعجاز العددي )

اللهم صل على محمد وآل محمد






تحديد ليلة القدر عددياً من القرآن الكريم - القسم الثاني

تحديد ليلة القدر عددياً من القرآن الكريم  - القسم الثاني  
 المهندس هادي جساس الذهبي





19. إحصاء كلمة (ليل) ومشتقاتها([1]) في القرآن الكريم  = 92 ، علماً إنّ ترتيب سورة الليل هو 92 أيضاً ! .
وهذا بدوره = [ رقم السورة(97) – عدد الآيات(5) ].
وعدد مرات ورود أحرف التعبير الشريف (ألف شهر) في سورة القدر كاملة  = 69،  كما مر علينا آنفاً في الفقرة 3.  والآن : 92 –  69 = 23

20. نجمع أعداد كلمة (ليلة) الظاهرة الواردة في القرآن الكريم وهي كما يلي :

عدد كلمة (ليلة)
التعبير الشريف
رقم الآية
اسم السورة
ت
40
أربعين ليلة
51
البقرة
1
1
ليلة الصيام
187
البقرة
2
30
ثلــثين ليلة
142
الأعراف
3
40
أربعين ليلة
142
الأعراف
4
1
ليلة مبــركة
3
الدخان
5
1
ليلة القدر
1
القدر
6
1
ليلة القدر
2
القدر
7
1
ليلة القدر
3
القدر
8
115
المجموع
531
المجمـــوع

والآن نطرح من المجموع إحصاء كلمة (ليل) ومشتقاتها في القرآن الكريم وهو92 أي :

        115 – 92 = 23
وأما مجموع الآيات (531) فهو عدد مركب ولكن الأمر العجيب فيه هو أنّ تسلسله في الأعداد المركبة التي لها مجموع مراتب مركب هو = 293 وقد علمتَ أن هذا الرقم هو احصاء الفعل (نزل ) ومشتقاته في القرآن الكريم [انظر الفقرة 11] .
ومجموع الآيات (531) هذا يقبل القسمة على 23 بباقٍ بسيط  23.086 واذا تم حذف الاية 2 من سورة القدر باعتبار انها سؤال عن الليلة (وما ادرىك ما ليلة القدر) فسيكون المجموع 529 وهو يقبل القسمة على 23 من غير باق والناتج أيّ أنّ : 529 = 23 × 23 .

21. العدد 115 ، وهو ورود أعداد كلمة (ليلة) الظاهرة في القرآن الكريم كما في الفقرة السابقة ، لا يقبل القسمة بناتج صحيح إلا على الرقم ( 23 ) من بين الأرقام (19، 21، 23، 25، 27، 29 ) والتي تمثل الليالي الوتر في العشر الأواخر، والتي حثت الروايات على تحري ليلة القدر فيها، وكما مبين فيما يلي:
115 ÷ 19 = 6.052
115 ÷ 23 = 5  و هو يساوي عدد آيات سورة القدر.
115 ÷ 25 = 4.6
115 ÷ 27 = 4.259
115 ÷ 29 = 3.965

22. عدد حروف الآية 185 من سورة البقرة : (شهر رمضان الذي انزل فيه القرءان هدى للناس وبينت من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هدىكم ولعلكم تشكرون)  = 184 وهذا الرقم لا يقبل القسمة بناتج صحيح إلا على الرقم ( 23 ) من بين الأرقام (19، 21، 23، 25، 27، 29 ) والتي تمثل الليالي الوتر في العشر الأواخر

23. الحساب التكراري للتعبير : (شهر رمضان الذي انزل فيه القرءان ) = 184 وهذا الرقم لا يقبل القسمة بناتج صحيح إلا على الرقم ( 23 ) من بين الأرقام (19، 21، 23، 25، 27، 29 ) والتي تمثل الليالي الوتر في العشر الأواخر.

24. هناك 23 آية([2]) يكون ورود التعبير : (شهر رمضان الذي انزل فيه القرءان ) مساويا لعدد سور القران الكريم أي 114 ، وهذه العلاقة تؤكد حقيقة تنزيل القران المكون من 114 سورة في 23 سنة .

25. لمّا كانتْ سورة الفاتحة هي أم الكتاب وأنّه يمكن أنْ نقول عنها بأنها تمثل مجمل القرآن الكريم ، فقد تم إستخراج قيمة ورود كلمة (ليلة ) منها ومعرفة ليلة القدر وكما يلي  :


ورود ( ليلة القدر ) في سورة الفاتحة
120
إحصاء كلمة ( ليلة )ومشتقاتها في القرآن الكريم
92
الحد الأعلى لأيام الشهر القمري أو ثلاثين ليلة
30
س = ليلة القدر


س = 30×92 / 120
س = 23

26. إحصاء كلمة (مبركه) في القرآن الكريم = 3 ، وكما في الآيات الآتية :

أ.  (الله نور السموت والارض مثل نوره كمشكوة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كانها كوكب دري يوقد من شجرة مبركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار )([3]) .

ب. (فاذا دخلتم بيوتا فسلموا على انفسكم تحية من عند الله مبركة طيبة كذلك يبين الله لكم الايت لعلكم تعقلون)([4]) .

ج.( انا انزلنه في ليلة مبركة انا كنا منذرين)([5]) .

وهذا الإحصاء يساوي إحصاء التعبير (ليلة القدر) في القرآن الكريم ، والعجيب أنّ مجموع أرقام السور التي ترد فيها هذه الآيات الثلاث هو 92، أي : (24 + 24 + 44 = 92) ولايغيب عن ذكرنا أنّ هذا العدد هو نفسه إحصاء مفردة (ليل ) بمشتقاتها كافة في القرآن الكريم .

27. إحصاء المفردات التي جذرها (برك) مثل كلمة مباركة أو مبارك([6]) هو 32 آية ، وهذا العدد هو نفسه عدد حروف الآية الشريفة : ( انا انزلنه في ليلة مبركة انا كنا منذرين) ([7]).

28. من المعروف أنّ القرآن نزل منجماً وعلى مدار ثلاث وعشرين سنة وقد أُنزل أيضاً دفعة واحدة في السنة الثالثة والعشرين في ليلة القدر ([8]) فكانت ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان بمثابة عيد ميلاد القرآن الكريم.

29. التحدي الأول من الله تعالى للكافرين بأن يأتوا بسورة من مثل سور القرآن جاء في الآية (23) من سورة البقرة (وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صدقين) . فكأنه إشارة الى عجزهم في تحدي هذا القران الذي نزل على مدى ثلاث وعشرين سنة .

30. عدد مرات ورود أحرف التعبير الشريف (ليلة القدر) في هذا التعبير (ان الارض لله يورثها من يشاء من عباده) ([9]) = 23  ، ولانغفل أنّ ظهور الامام المهدي (عليه السلام) يكون في الليلة الثالثة والعشرين([10])من شهر رمضان المبارك ، وفي هذا تأكيد على محورية هذه الليلة في عملية التغير الإيجابي للفرد والمجتمع و تأكيد على وراثة الأرض لعباد الله الصالحين ، إذْ أنّ المصداق الأجلى لذلك سيكون في الطور المهدوي الذي سيشهده العالم إنْ شاء الله تعالى .

31. عدد مرات ورود أحرف كلمة (هي) في الآية: (سلم هي حتى مطلع الفجر)  =3 = عدد مرات ذكر التعبير الشريف (ليلة القدر) في السورة كاملة.
عدد مرات ورود أحرف كلمة (هي) في السورة كاملة = 20
3 + 20 = 23  

32. إنّ قيمة الحساب التكراري للآية الشريفة: (  انا انزلنه في ليله القدر) = 120 وإنّ عدد كلمات هذه الآية وكذلك عدد آيات سورة القدر = 5 ، ومضروب العدد 5 هو : 1 × 2 × 3 × 4 × 5 = 120 فإذا طرحنا منه رقم السورة سنحصل على رقم الليلة وكما يلي:
120 - 97 = 23

33. ورود سورة القدر في القرآن كله = عدد أولي = 3347261
ورود سورة القدر في سورة الدخان = عدد اولي = 14767

34. العدد (11111111111111111111111) أي 23 مرتبة هو عدد أولي أي لايقبل القسمة إلّا على نفسه أو الرقم (1) . [ لاحظ أن العدد (11) أي بمرتبتين هو عدد أولي ثم العدد (1111111111111111111) أي 19 مرتبة ثم لايأتي بعد ذلك  أي عدد أولي إلّا بصف العدد واحد 317 مرة ! ] .

35. لو جمعنا الأعداد غير القابلة على القسمة إلا على نفسها والواحد لغاية (23)  فسيكون الناتج عدداً أولياً ، وكما يلي:
 (1+2+3+5+7+11+13+17+19+23 = 101) .

36. عند صف الأرقام أعلاه من اليسار الى اليمين فسيكون الناتج عدداً أولياً، وكما يلي: (123571113171923) .

37 . عند صف الأرقام أعلاه من اليمين الى اليسار فسيكون الناتج عدداً أولياً أيضاً، وكما يلي: (231917131175321)
[ لاحظ أنّ الفقرتين 36 و 37 هما ميزتان فريدتان لاتتوفران إلّا للعدد 23 وإذا صادف وأنْ توفرتا لأي عدد آخر فهو سيكون أكبر من العدد (30) الذي يمثل الحد الأعلى لأيام الشهر القمري ]([11]).

38. إنّ قيمة الحساب التكراري للنص القرآني إبتداءاً مما بعد التعبير( ليلة مباركة) في سورة الدخان وإنتهاءاً إلى ماقبل التعبير (ليلة القدر) في الآية الأولى من سورة القدر، هي  390434 ومجموع مراتب هذا الرقم هو 23! .
39. ورود نص سورة القدر كاملة في السورة 23 وهي سورة المؤمنون = 43796 وعدد  حروف هذه السورة هو 4373 وهو عدد أولي والفرق بينهما هو 39423  [ لاحظ ظهور  الرقم 23  ] .
وانظر الى هذا الرقم 437 الظاهر  في الرقمين الأولين فإنّه = 23 × 19 ! .

40 . ورود ( انا انزلنه في ليلة مبركة انا كنا منذرين)  في نفسها( انا انزلنه في ليلة مبركة انا كنا منذرين) = 128
ورود التعبير : (ليله القدر) في سورة القدر = 128

41. لو ابتدأنا عد ترتيب السور من نهاية القرآن الكريم فستكون سورة الليل هي السورة 23.
42. إحصاء الايات المكونة من 23 حرفاً في القرآن الكريم([12]) هو 92 آية ! . وأُذكِّر في هذا المقام بأنّ  هذا العدد يمثل إحصاء كلمة ليلة ومشتقاتها في القرآن الكريم. وهو رقم ترتيب سورة الليل.

43. الآيات المؤلفة من 23 حرفاً وعددها 92 آية في القرآن الكريم ، فيها (4) آيات يكون ورود  التعبير( ليلة القدر) فيها مساوياً للعدد 23 .
مع ملاحظة أنّ 92 / 4 = 23 !! ولايفوتنا هنا أنّ ليلة القدر وردتْ صراحة في القرآن أربع مرات ثلاث منها في سورة القدر ومرة في الآية 3 من سورة الدخان.

44. عدد الآيات المؤلفة من 23 حرفاً غير مكرر في القرآن الكريم([13]) = 127 وهو عدد أولي ، والحساب التكراري لمجموع هذه الآيات =  112478 وهذا العدد مجموع مراتبه 23 .

45. عدد الايات ذات الرقم ( 23) في القرآن الكريم([14]) = 74 فإذا طرحناه من رقم سورة القدر (97) كان الناتج 23 .

46 . عدد الآيات المؤلفة من 23 كلمة في القرآن الكريم([15]) = 76 آية ، و ورود التعبير: ( ليلة القدر) فيها جميعاً = 5477 وهو عدد أولي مجموع مراتبه = 23 .

47. عدد الآيات المؤلفة من 92 حرفاً في القرآن الكريم([16]) هو 21 آية ومجموع قيمها بالحساب التكراري = 13179= 23 × 191 × 3 .

48. عدد حروف السورة ذات الترتيب 23 وهي سورة المؤمنون = 4373 وهو عدد أولي ، و ورود سورة القدر فيها =43796 . والآن لاحظ أن هنالك مشترك بين الرقمين ولثلاث مراتب (437) وهذا الرقم يساوي 19 × 23 . وعند الطرح يظهر الرقم 23 مرة أخرى أي: (43796- 4373 = 39423 ). لاحظ أنّ ظهور الرقم (23) بعد ثلاث مراتب من اليسار أي بعدد مراتب الرقم المشترك .

49 . عدد حروف السورة ذات الترتيب 46 أي 23 × 2 وهي سورة الأحقاف = 2621 وهو عدد أولي ، و ورود سورة القدر فيها = 26860 والآن لاحظ أن هنالك مشترك بين الرقمين ولمرتبتين (26) وعند الطرح يظهر الرقم 23 مرة أخرى أي 26860 – 2621= 24239 وهو عدد أولي أيضاً . لاحظ أنّ ظهور الرقم (23) بعد مرتبتين من اليسار أي بعدد مراتب الرقم المشترك .

50. عدد حروف السورة ذات الترتيب 69 أي 23 × 3 وهي سورة الحاقة = 1126 و ورود سورة القدر فيها =  11280  والآن لاحظ أن هنالك مشترك بين الرقمين ولثلاث مراتب (112) .

51. عدد حروف السورة ذات الترتيب 92 أي 23 × 4 وهي سورة الليل = 331  و ورود سورة القدر فيها = 3503 والآن لاحظ أن هنالك مشترك بين الرقمين ولمرتبة واحدة (3) .

52. عدد آيات القرآن الكريم  6236 ويلاحظ فيه ظهور الرقم 23 فكأنّما هو إشارة الى أنّ هذه الايات جميعها قد نزلتْ على مدى 23 سنة .وأما إذا أخذنا البسملة باعتبار أنّها آية مستقلة فيكون مجموع آيات القرآن الكريم هو 6348 وهنا يظهر الرقم 23 مرة أخرى إذْ أنّ الرقم  6348 هو عبارة عن 23 × 23 × 12 !.

53.عند رصف عددي سور القرآن الكريم ومجموع آياته (6236114) فإنّنا نحصل على عدد له ميزات مهمة منها أنّ مجموع مراتبه يساوي 23 .

54. الآيات ذوات الترتيب الذي يكون من مضاعفات العدد 23 في إحصاء جذر الفعل (نزل)([17]) ، عددها 12 آية ست منها لها ميزات ترتبط بليلة القدر المباركة وكذلك الآية الأخيرة في الإحصاء أي التسلسل 293:

أ. الترتيب 23 ، والآية هي:  (شهر رمضان الذي انزل فيه القرءان هدى للناس وبينت من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هدىكم ولعلكم تشكرون)([18]) وقد مر عليك في الفقرات 22، 23، 24  السابقة مايميز هذه الآية الشريفة.

ب. الترتيب 46 أي (23×2) ، والآية هي: (واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول رايت المنفقين يصدون عنك صدودا)([19]) وفيها طلب التمسك بكتاب الله وفيها أيضاً أنّ ورود التعبير (ليله القدر) في التعبير (تعالوا الى ما انزل الله) = 23.

ج. الترتيب 69 أي (23×3) ، والآية هي : (وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيرا منهم ما انزل اليك من ربك طغينا وكفرا والقينا بينهم العدوة والبغضاء الى يوم القيمة كلما اوقدوا نارا للحرب اطفاها الله ويسعون في الارض فسادا والله لا يحب المفسدين)([20]) وفيها إشارة الى ما أنزل الله تعالى إلى نبيه وحرب اليهود ضده ، وبعض من هذه الحرب ماذُكر في هذا الكتاب من محاولة القس أنيس شورش لتحدي القرآن الكريم.

د.  الترتيب 115 أي (23×5)، والآية هي : (الاعراب اشد كفرا ونفاقا واجدر الا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله والله عليم حكيم)([21]) وفيها إشارة الى ما أنزل الله تعالى إلى نبيه ومايميزها هنا هو أنّ رقمها هو نفسه رقم ترتيب سورة القدر المباركة

هـ. الترتيب 138 أي (23×6) ، والآية هي : (ما ننزل المليكة الا بالحق وما كانوا اذا منظرين)([22]) والآية فيها إشارة الى إنزال الملائكة وفيها أيضاً أنّ ورود التعبير (ليله القدر) في التعبير: (ما ننزل المليكة الا بالحق) = 23

و. الترتيب 161 أي (23×7) ، والآية هي : (وقرأنا فرقنه لتقراه على الناس على مكث ونزلنه تنزيلا)([23]) وفيها إشارة الى فرق القرآن على الناس على مدى 23 سنة وفيها أيضاً أنّ ورود التعبير (ليله القدر) في التعبير: (وقرأنا فرقنه لتقراه على الناس ) = 23 .

ز. الترتيب الأخير وهو 293 ، والآية هي :  (تنزل المليكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر)([24]) وفيها أنها تقع ضمن سورة القدر وتذكر تنزل الملئكة والروح في ليلة القدر .

وأخيراً أرجو الإطلاع على الكتاب كاملاً  " اعجاز القرآن العظيم في تحديد ليلة القدر - مع مناقشة للقس أنيس شروش في فرقانه المفترى " على صفحتي على الفيس بوك : الاعجاز العددي في القران العظيم




([1] ) انظر الملحق ( د ).
([2] ) انظر الملحق ( هـ ) .
([3] ) سورة النور ، الآية 35 .
([4] ) سورة النور ، الآية 61 .
([5] ) سورة الدخان ، الآية 3 .
([6] ) انظر الملحق ( و ) .
([7]) سورة الدخان ، الآية 3 .
([8]) كان جبريل  (عليه السلام) يعارضني بالقرآن مرة في كل سنة وفي هذه السنة مرتين .
([9] ) سورة الأعراف ، الآية 128 .
([10] ) ينابيع المودة لذوي القربى للقندوزي ج3 ص220.
([11]) الفقرات 34 ، 35 ، 36 و 37 وردتْ في بحث بعنوان (الدليل على إنّ ليلة القدر هي الثالث والعشرين من شهر رمضان) للمهندس العراقي علي عبد الرزاق القره غولي نشره سنة 2013 على موقعه على الشبكة الدولية   heliwave
([12] ) انظر الملحق ( ز ).
([13] ) انظر الملحق ( ح ) .
([14] ) انظر الملحق ( ط ) .
([15] ) انظر الملحق ( ي ) .
([16] ) انظر الملحق ( ك ) .
([17] ) انظر الملحق ( ب ).
([18] ) سورة البقرة ، الآية 185 .
([19] ) سورة النساء ، الآية 61 .
([20] ) سورة المائدة ، الآية 64 .
([21] ) سورة التوبة ، الآية 97 .
([22] ) سورة الحجر ، الآية 8 .
([23] ) سورة الإسراء  ، الآية 106 .
([24] ) سورة القدر ، الآية 4 .